كان لى ابن عم يسكن
القرية , فلاحا , له طبع جميل من الوقار
وعزة النفس ويتصف بالبشاشة والهذل الجميل , لا تمل منه ولا من مجلسه , وعلى الرغم
من حياة القرية وبعده عن الحضارة والتمدن إلا أنه أكثرنا ثقافة , بل ونسعى لنصيحة
منه فى أدق أمور حياتنا , هو أول من فى سنى تزوج ولم يشأ الله له أن ينجب , ترى فى
عينه حنان الأب والمعاملة الأبوية الحانية لأبناء أخوته وأبناء أقاربه , اللهم لا
تحرم أحدا من الذرية ولا اعتراض على حكمتك .
وفى يوم كنا نجلس فى
المندرة ( الدور الأول من المنزل مخصص للضيوف) ونزلت أخته بزغاريد وتنادى عليه
تزغرد وتنادى فما جاء فى مخيلتنا إلا فرح أحد البنات أن أراد خطبتهن واحد , لكن
كان فرحه المنتظر سنوات وسنوات زوجته حامل واكدت طبيبة الوحدة الصحية لهم نتيجة
التحليل , يا للعجب أحد عشر سنة وقبل أن يدركه اليأس جاءت البشرى , يدعو ويدعو أن
يتم الله على خير حمل زوجته ويرى مولوده الأول , لم يبخل على زوجته ولم يوافق
الرأى الذى دعاه أن يتزوج عليها قائلا :" هى أرضى الطيبة " كان حسن المعاملة
لها جدا , وفى اليوم الموعود وحدد الطبيب الساعة التى يأتون فيها للمشفى ويكن
الانتظار للجميع وتدخل زوجته غرفة العمليات, ونسمع صوت المولود وكان قد علم من
الطبيب أنه ذكر ولكن أراد أن يراه بعينه
حتى يتأكد من كلام الطبيب مع العلم بأنه كان فى تمام الرضا بما يرزق ذكرا أو أنثى ,
جاء المولود وما أقوى منك يا ابن عمى لكن ما أرق منك حين لامست المولود وأنت تقول
ابنى يا له من احساس لا يوصف ووضعوا للمولود أسورة فى يده كعلامة , ثم اخذوه من أبيه
لكى يوضع تحت الرعاية لمدة يوم وذهب للإطمئنان على الزوجة بقوله" أرضى الطيبة
"وفهمت معنى المقولة أن الزوجة هى أرض لا صلة لها بالإنجاب أو بنوع المولود ,
فمنك البذرة والله يشاء ما يشاء .
ذهب ليرى ابنه فهولا
يستطيع الانتظار بعيدا عنه لقد انتظره طويلا , وصل إلى غرفة المواليد الجدد سأل
الحكيمة أشوف ابنى فقالت : بننظف ، قال : طب وابنى قالت: معرفش دخل الغرفة بحث فيها لم
ير المولود الصوت يعلو .. فين ابنى؟ فين
ابنىى ؟ فقالت إحداهن : إحنا جمعنا ملايات
السراير ممكن يكون فيهم والملايات عند الغسالة العمومية .. الفزع سيطر علينا كلنا
... جرى الجميع للغسالة العمومية من غير
كلام وهناك قال : فين فين ابني؟ اطفوا الغسالة.. اطفوا الغسالة.. افتح الغسالة .. "
لا إله إلا الله" الولد فى الغسالة
شفناه وهى بتلف نادى وهو يبكى ابنى ابنى ،، ولما فتحنا باب الغسالة أخرجوا المولود
وهو يرتجف ويقول : " إريال إريال " فكلنا فى نفس واحد قلنا" أووه أووه " ... وفرح الجميع واستيقظ ابن عمى من النوم ،،، كان حقا
كابوسا مزعجا ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق