الثلاثاء، 2 يوليو 2019

ولدى الحبيب


 
إذا أمسيتٌ مسنًا فلا تَضجَر
فقَدْ وهنَ عَظمُ جِسمِى وتأثَّر
فلا تَجعلْنِى أَرَى من عينِك نظرةَ
عطفٍ أو شفقةٍ مِنْ كِآبةِ المَنظَر
ولا تقُلْ فى نفسِك متَى ينتَهِى ويَرحَل
فلكمْ تَمنيّْتُ بَقَاءَكَ رَغْمَ المَتَاعِبَ
والمصَاعبِ ولمْ أَضِيقْ مِنك وأفْتَر
وَلَدِى مَا أَجْمَلَ عَينيك اللامِعتين
وأَجمِلْ بِهما حِينَ تَسمعٌ منى قِصةً تُنثر
وَلَدِى الحَبِيبَ .. إلىَّ اُنظُر
إِذا رَأيتَنى أٌحَدِثُكَ فى تَفَاهاتٍ فلا تَنهانِى وتَنْهَر
وإِذَا أَعَدٌتٌهَا علَيكَ فَاِعلَمْ أنِّى كُنتُ أَرشَدَ وأَوقَر
وآتِـنى مَا لَمْ أَسألكَهُ فلَقَدْ كُنتَ مِن هَدايَاىَّ تُبْهر
وكُنْ لِى سَنَدًا واَجعَلْ زِرَاعَك لِى عَصَا
فَقَدْ كَان كَتِفِى لك أَبجَر
وَلَدِى أَنْتَ قَدْ كُنتَ نُورَ عَينى والآن أَكْثَرَ وأَكْثَر
سألتُ نَفْسى عَن سِرِّ حبِّك فى القلبِ
ولِمَ عَلَى غَيّرِكَ تَقوَّى وتَجبَّر؟
هلْ لأنَّك مِنِّى وأنْتَ أنَا أَمْ أكبَر ..
أمْ لأنَّكَ مُستقبَلٌ مَا كُنتُ فِيه لِأَحْضَر ..
فَفِيكَ الأملُ والرَّجَاءُ والدِينُ 
وصاحبُ كلمةِ الحقِ مِن الله يُنْصَر ..
أَعَرِفتَ يَا ولدى مَعنَى وَلَدِى..؟
أَدعُو الله لَكَ أَنْ تُبرُّ وتُوَقَّر
دَعَا لِى أبِى الدَعوةَ نَفسَها ..
فَتَرَحَّمْ عَليهِ وأَسأَلَك لِى مِثلَه
وبالخيرِ لمَن فَقدتَ اُذْكُر ..
ولدى تَرَفقْ بِى وكُنْ حَنونًا 
تجِدُ الجَنَّةَ والرضا من العَلِى الأَقْدر 
فرِضَا الرَّبِ من رِضَا الأبِ
ومن ليس له فى أهله خير
يكُنْ بينَ الناسِ المَذْمُومَ الأَبتَر
"وَلَدى" صَارَتْ كَلمةً لقلبى مُحبَبَةً
وَأَتَزَيَّنُ بها بين الخلائق وأَفْخَر
زَيَّنك اللهُ بالخُلقِ والصِّدقِ
وصَادقْ الكَرِيمَ وشَاقِقْ اللئيمَ
                 وإِنْ تُقدِّر غَيرَك تُقدَّر .....                     
                    

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق